صلاح الأمة مقرون بصلاح النفس

صلاح الامة مقرون بصلاح النفس

يؤرقني الوهن الذي أصاب أمتي ، يزعجني الصمت الذي لازمها وتقلقني الفوضى التي تعيشها ويؤلمني تفككها ويقهرني ضعفها ويغص في قلبي أن يمتد حالها هكذا لفترة طويلة فيصبح أمل صلاحها مفقود ويكون وجودنا وترتيبنا بين الأمم محدود إلى وقت غير معلوم!
هذه صورة بشعة ولكنها حقيقية لكنها واقعية
أعايشها أنا وتعايشها أنت..
رضينا بها ولم نرفضها !
لم نسع لإصلاحها يوماً مع أننا نملك القدرة على ذلك!
ترى لماذا؟
لأننا أصبحنا نبحث عن المادة التى هي كل شيء في حياتنا ولم ندرك تلك المعاني السامية التي ترقى بنا وبأمتنا وبجميع ما حولنا.
هجرنا القرآن والحديث واستبدلنهما بما يمتعنا للحظات زائفة ويهوي بنا بعد ذلك إلى أسفل المنازل.

ثم بعد فوات الأوان ترتسم على جباهنا علامات الأسف والندم
ونرفع الأكف للباريء راجين النصر والتوفيق والاحسان
وقد أغلقنا طريق الاجابة بالذنوب ولم ندري.
وإن تاخرت الاجابة نتحير في السبب مع أن مفتاحها لدينا ومعناه واضح وصريح وغفلنا عنه أيضاً فهو ملخصا بقوله تعالى
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فهلاّ غيرنا ما بأنفسنا!!

في ذلك اليوم وحين طوى النهار صفحته وحل الليل بظلمته وازدانت السماء بقمرها وأحاطت بها نجومها وتهاوت شهبها
وبينما أنا أتابع ذلك المشهد الخلاب الذي يرتسم في عنان السماء وتسبح مخيلتي بما تحواه إذا بأحدهم يطرق بابي متسائلا
عن آلامي وأحزاني وسر صمتي وعنفوان كياني
فما كانت إجابتي إلا من وحي ما أمامي فإن كان يرى ما اري سيترجم آلامي

ففلسطين
كالبدر المنير وسط ظلام وظلمة المحتل وأبناءها
كالنجوم بسياجهم للقمر والشهب التي تسقط هي غدر العرب فكيف لا أحزن ومأساة شعبي كل يوم ترتسم أمامي وكيف لا أثور وأنا أعلم الجاني وكيف أتكلم عليه وهو من أقرب جيراني
فهل أدركت سر صمتي ولوعة أشجاني ؟