الاحتلال يسلم مسؤولية الصحوات للحكومة الشهر المقبل وقادتها يتهمون أمريكا ببيعهم

نقل مجالس الصحوة للحكومة وقادتها يتهمون امريكا ببيعهم

شبكة أخبار العراق / يطرح تسليم محافظة الانبار للحكومة اسئلة حول دوافع الامريكيين لهذه الخطوة خاصة انها كانت ولا زالت معقل المقاومة ، كما يطرح اسئلة حول مصير جماعات الصحوة التي جندتها القوات الامريكية لقتال القاعدة

وبحسب محللين فان ما تراه العين ليس حقيقة ما يجري، فالامريكيون سيحتفظون بـ 25 الف جندي في المحافظة مما يعني ان التسليم للعراقيين هو محل نقاش. وترى صحيفة 'الاندبندنت' ان مصير الانبار محدد لمستقبل العراق، فالمحافظة تحتوي على اراض شاسعة وهي من المناطق ذات الغالبية السنية. وتشير الى ان المالكي، يعيش حالة من الثقة الزائدة بالنفس بعد اربعة اشهر من المواجهة مع المليشيات افي البصرة وبغداد، كما انه يؤخر عملية التوصل لاتفاقية امنية مع الامريكيين التي كان الرئيس الامريكي جورج بوش يأمل بتوقيعها نهاية شهر تموز (يوليو) الماضي. وفي الاسابيع الماضية فتح مواجهة جديدة مع حلفائه الاكراد حول مستقبل مدينة كركوك الغنية بالنفط وكذا مدينة خانقين. وترى الصحيفة ان الدولة تبدو الان قوية فيما يبدو الاخرون اقل قوة. وتشير الى ان الامريكيين يشعرون انه يبالغ بقوته ومدى نجاح قواته الامنية التي فشلت في المواجهة الاولى مع عناصر جيش المهدي ولم يتم تحقيق تقدم امامها الا بعد التدخل الامريكي في المعركة. وعلى الرغم من ذلك تقول ان المالكي يشعر انه في مركز قوي ووجد ان الامريكيين بحاجة اليه وان امريكا لا تستطيع العمل بدونه وانها ليست في موقع لازاحته كما فعلت مع ابراهيم الجعفري. وترى الصحيفة ان الكثير مما تقوم الادارة الامريكية بعمله تقوم به من اجل مساعدة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة جون ماكين. والهدف من كل هذا هو اعطاء انطباع ان الوضع يسير في الاتجاه الصحيح في العراق وان الانتصار صار في اليد. فقد تم تقديم عملية الدفع بقوات امريكية على انها الاستراتيجية التي اسهمت في تخفيض العنف وانهت المقاومة. ولكن تخفيض العنف جاء بسبب عدة عوامل منها الدور الايراني الذي عمل على اقناع اتباع مقتدىلالقاء اسلحتهم. وعلقت على التناقض في تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوشالتي قال فيها ان محافظة الانبار لم تعد في يد المقاومة العراقية، وهو نفسه الذي قال اثناء الحملة الانتخابية لعام 2004 ان الاعلام يضخم من قوة المقاومة في الاقليم نفسه. وقد قتل في المحافظة حوالي 1305 جنود امريكيين وجرح اكثر من 4150 جندياً اخرين. ويخشى معلقون من تصرفات الحكومة التي قد تعزل سكان المحافظة من خلال محاولات السيطرة عليها، ولم يخف قادة مجالس الصحوة عداءهم وحنقهم على حكومة المالكي. ولا تعرف الكيفية التي ستدار فيها المحافظة خاصة ان الحكومة اصدرت قائمة من 650 من عناصر قالت انها تريد اعتقالها ومنهم ابو معروف الذي يقود 13 الف عنصر في منطقة الفلوجة. وتقول 'الاندبندنت' ان هناك ملامح للتوتر القادم الذي يبرز من خلال مدخل بغداد القادم من الانبار من طريق ابو غريب، حيث تسيطر عليه فرقة المثنى التي يسودها جنود جندوا من ميليشيا بدر. وتقول الصحيفة ان السكان يتجنبون هذا الطريق ويفضلون طرقا ترابية عندما يحتاجون لنقل مرضاهم لبغداد واحيانا يفضلون نقلهم الى مستشفى الفلوجة الذي تنقصه المعدات والخبرات. وقالت ان عمليات تسليم المهام الامنية في الماضي كانت دائما شكلية فقد ظلت القوات الامريكية تدير العمليات بدون اية استشارة مع القوات العراقية. ومع ان محافظة كربلاء في الجنوب هي في يد القوات العراقية الا ان القوات الامريكية لا زالت تقوم بالعمليات العسكرية بدون الرجوع اليها. واشارت صحيفة 'نيويورك تايمز' الى ان عملية التسليم وان اظهرت تقدما امنيا الا ان الوضع لا يزال هشا خاصة ان قادة المنطقة يرون ان تمثيلهم في العملية السياسية لايزال ضعيفا ويطالبون بحصة اكبر. وكانت مناطق الانبار قد تضررت بفعل القصف الامريكي حيث تمت تسوية مدينة الفلوجة بالتراب وتدميرها، وكذا احياء كاملة في مدينة الرمادي، وتعطلت الحكومة في المنطقة عن العمل، ونجا محافظ الاقليم من 29 محاولة اغتيال. ويعتقد ان السبب الذي اوقف العنف حسب مقابلات مع مقاتلين سابقين وقادة في الانبار هو ثورة ضد القاعدة وممارساتها وادت لولادة مجالس الصحوة. واشارت صحيفة 'نيويورك تايمز' الى ان مجموعة اسمها الحركة الاسلامية للمجاهدين كانت اول من تصدى للقاعدة، فيما قام عبدالستار ابو ريشة بالاتصال بالامريكيين وانشأ اول مجلس لمجالس الصحوة. وتشير الى مخاوف عدد من قادتها الذين يقولون ان مطالب حكومة المالكي وملاحقتها لعدد من قادتها تقوم بمفاقمة النزاع الطائفي. ويعتقد المسؤولون الامريكيون انه لا توجد مشاكل للصحوة في الانبار لان الاقليم سني في الغالبية ومعظم عناصر المجالس تم استيعابهم في الشرطة والامن. وقالت ان 4 الاف منهم لا زالوا يتلقون رواتب من الامريكيين. وتنقل عن مسؤول عراقي قوله ان الامريكيين كان بامكانهم تجنب العنف والدماء في الاقليم لو حاولوا شراء ولاء قادة العشائر كما فعلوا بعد الغزو بخمسة اعوام. ويعترف الامريكيون بارتكاب اخطاء منها فشلهم في تعويض عائلات متظاهرين في الفلوجة قتل افرادها عام 2003. ويرى احد قادة العشائر ان المشاكل بدأت في الاقليم بقرار بول بريمر الحاكم المدني على العراق عام 2003 بحل الجيش العراقي وقال ان بريمر حل الجيش والحكومة والشرطة ولم يبق امامهم اي شيء الا المقاومة. وفي تقرير اخر ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان الامريكيين سيقومون بنقل مسؤولية دفع رواتب لعناصر الصحوة للحكومة بعد نقل المسؤولية لها. وقالت ان العملية ستتضمن نقل 54 الف من عناصر الصحوة الذين يدفع لهم الامريكيون رواتب من اجل حراسة الاحياء او التوقف عن مهاجمة الامريكيين. ونقلت عن مسؤول امريكي قوله انه بعد الانتهاء من عملية النقل سيكون للحكومة كامل السيطرة على المجالس. ولا يعرف ان كانت الحكومة قد اعطت الامريكيين تطمينات عن بقاء العناصر وعملها فيما تحفظ عدد من مسؤولي الحكومة الشيعية عن دعم الميليشيات السنية وتوفير الدعم المالي لها. فيما يشكو عدد من عناصر الصحوة من بطء الحكومة في ضمهم لقوات الامن والشرطة. ونقل عن مسؤول امريكي قوله مالكي تعهد بدمج 20 بالمئة من عناصر المجالس. واعترف المسؤول ان امريكا لن يكون لها اي سلطة لمنع الحكومة من حل المجالس الا باستخدام الطرق الدبلوماسية او التأثير بناء على مستويات عليا. ونقل عن مسؤول عراقي انه بعد بدء دفع المقرر لهم في بداية شهر تشرين الاول (اكتوبر) فسيتم دمج بعضهم في الجيش او الشرطة او الامن وقد يتم ابقاء بعضهم في محطاتهم. وحسب ديفيد بترايوس قائد القوات الامريكية السابق في العراق فان عدد من يتلقون رواتب يبلغ 99 الفاً منهم 52 ألفاً تم استيعابهم في قوات الامن واخرون، 15 الفاً، في وظائف مدنية وتدريب. وعبر عدد من العسكريين الامريكيين عن مخاوفهم من ان اي عملية لاضعاف المجالس ستؤدي لعدم الاستقرار، واعترفوا ان المجالس عملت على تخفيض العنف اكثر من زيادة اعداد القوات الامريكية. ويرى عدد من قادة الصحوة ان الامريكيين باعوهم ولم يبق لديهم خيار سوى القتل او الاعتقال او ان يغادروا البلاد. وناقض عدد منهم الارقام التي قدمت عن استيعاب عناصرهم حيث قال احدهم ان الفا من 15 الف عنصر تم استيعابهم في وظائف. ولا يعلم قادة الصحوة عن الترتيبات الجديدة حيث قالوا ان القادة الامريكيين اكدوا لهم ان عقودهم ستجدد لستة اشهر اخرى بدءا من الشهر الحالي. ولكن صحيفة 'واشنطن بوست' نقلت عن مسؤول قوله ان الحكومة قدمت تأكيدات حول الصحوة الا انها تأكيدات غامضة وقال قائد من قادة المجالس ان العناصر قد تعود للمربع الاول وهو المقاومة. ونقلت عن قائد مجلس صحوة ابو غريب قوله انه يخشى من تخلي الامريكيين عن عناصره بعد تسليم الاقليم للحكومة

الجيش الأميركي يسلم مسؤولية الصحوات لبغداد الشهر المقبل

الجزيرة نت / قال الجيش الأميركي إن الحكومة العراقية ستتسلم مسؤولية نحو مائة ألف من عناصر الصحوة في البلاد ابتداء من مطلع الشهر المقبل.

وقال المتحدث باسم القوات الأميركية جون هول إن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وقوات التحالف اتفقتا على تسليم مسؤولية عناصر الصحوة إلى السلطات العراقية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأضاف هول أن عملية تسليم المسؤولية ستبدأ في محافظة بغداد, على أن يجرى تسليمها في بقية المحافظات في وقت لاحق. وأكد الناطق العسكري وجود ما لا يقل عن 54 ألفا من عناصر الصحوة في بغداد وحدها.

وبدأت قوات الصحوة كحركة محدودة بمحافظة الأنبار لمواجهة تنظيم القاعدة في سبتمبر/أيلول 2006, لكنها سرعان ما تحولت إلى ظاهرة تشمل جميع مناطق العرب السنة وبعض المناطق الشيعية.

أمن الأنبار

ويأتي هذا التطور بعد أيام من تسليم الجيش الأميركي المسؤولية الأمنية بمحافظة الأنبار الغربية لقوات الأمن العراقية.

وبعملية التسليم تلك تكون الأنبار المحافظة الحادية عشرة -من أصل 18 محافظة- التي تتسلمها القوات العراقية، وهي أول محافظة سنية تتسلم القوات العراقية مهامها الأمنية بشكل كامل.

من جهة أخرى قالت الشرطة العراقية إن القوات الأميركية قتلت ستة من قوات الأمن وأصابت عشرة في منطقة الطارمية شمال بغداد.

وأوضحت أن قواتها أطلقت عيارات نارية تحذيرية بالهواء عندما مر قارب أميركي في نهر دجلة قرب نقطة التفتيش التابعة لها، ورد الجنود الأميركيون بإطلاق النيران واستدعوا دعما جويا فقتلوا ستة عراقيين وأصابوا عشرة.

وقد وصف الجيش الأميركي الحادث بأنه وقع خطأ، معبرا عن الأسف "بوقوع حوادث إطلاق نيران بطريق الخطأ".