التحالف: قوات إثيوبيا ستغادر مقديشو خلال 15 يوما وستحل مكانها قوات المحاكم والحكومة الانتقالية

إسلام أون لاين / قال عبد الرحمن عبد الشكور رئيس وفد "التحالف من أجل تحرير الصومال" جناح الشيخ شريف شيخ، في مفاوضات جيبوتي إن القوات الإثيوبية ستخرج من الأحياء السكنية في العاصمة مقديشو خلال 15 يوما، على أن تحل محلها قوات اتحاد المحاكم الإسلامية، وقوات الحكومة الفيدرالية الانتقالية.

جاء ذلك عقب اختتام مفاوضات في جيبوتي مساء الإثنين 18-8-2008 بين التحالف المعارض والحكومة ضمن "اتفاقية السلام الإطار" الموقعة بين الجانبين يوم 9-6- 2008 برعاية الأمم المتحدة، وذلك تمهيدا للتوقيع على الصيغة النهائية للاتفاقية بالسعودية في وقت لاحق.

وقال عبد الشكور في تصريح لإذاعة شبيلي المحلية: إن "القوات الإثيوبية ستخرج من العاصمة خلال 15 يوما، لتحل محلها قوات المحاكم والحكومة، وهي خطوة تمهد لانسحاب كامل للقوات الإثيوبية من البلد" بعد أن دخلتها أواخر عام 2006؛ لدعم قوات الحكومة في مواجهة قوات المحاكم.

وإن أكد أحمد عبد السلام رئيس وفد الحكومة في تصريح لنفس الإذاعة أن "اتفاقا تم بشكل رسمي بين المعارضة والحكومة مساء الإثنين في جيبوتي"، فإنه لم ينف أو يؤكد ما ذكره عبد الشكور بشأن خروج القوات الإثيوبية من مقديشو في غضون أسبوعين.

وفي حال خروج القوات الإثيوبية بالفعل من المناطق السكنية في العاصمة، فإن آلاف الصوماليين سيعودون لمنازلهم، بعد قضاء قرابة عامين على المشارف الجنوبية للعاصمة في أوضاع إنسانية صعبة للغاية.

وعلق مبعوث الأمم المتحدة للشئون الصومالية أحمد ولد عبد الله على ما تم بالأمس في جيبوتي قائلا: "نحن سعداء بهذا الاتفاق التاريخي الذي نأمل أن تنتهي معه معاناة الصوماليين".

"اتفاق تاريخي"

على صعيد متصل، ذكرت قناة "برس تي في" الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية أن القوات الإثيوبية بدأت انسحابها بالفعل من مقديشو.

وأوضحت أن الجنود الإثيوبيين يشحنون معداتهم وأسلحتهم الثقيلة على سفن في ميناء العاصمة؛ استعدادا للتوجه إلى ميناء بيربيرا في جمهورية "أرض الصومال" المعلنة من جانب واحد.

ونقلت "برس تي في" عن مسئول رفيع بالحكومة الفيدرالية -رفض الكشف عن اسمه لحساسية القضية- قوله إن "الإثيوبيين شحنوا نحو 49 دبابة و91 حاملة مدافع في سفن".

كما غادر أكثر من خمسة آلاف جندي صومالي مقديشو سيرا على الأقدام إلى بلدة أفجويا في طريقهم إلى مدينة "بيدوا"، وفقا للمسئول الحكومي.

وبحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت"، فإنه كانت هناك مؤشرات على خروج القوات الإثيوبية من مقديشو، حيث دأبت منذ فترة على سحب بعض جنودها من العاصمة، ويحل محلهم قوات حكومية.

لجنتان مشتركتان

وكانت الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جيبوتي أول أمس الأحد قد توصلت إلى اتفاق على تشكيل لجنتين مشتركتين؛ الأولى أمنية من 32 عضوا، وتناقش الترتيبات المتعلقة بوقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإثيوبية، وتحديد الأماكن المخصصة لقوات الطرفين أثناء نشر قوات حفظ السلام الدولية المقترحة، حسب "اتفاقية السلام الإطار".

والثانية تتألف أيضا من 32 عضوا، وتناقش الملفات السياسية العالقة بين الطرفين، وأبرزها وضع معايير تقاسم السلطة وشكل الحكم مستقبلا.

وجرت المفاوضات في أجواء مشحونة سياسيا وأمنيا؛ إذ لا تزال المعارك الدائرة بالصومال في ذروتها برغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في جيبوتي، إضافة إلى الخلافات داخل التحالف على خلفية "اتفاقية السلام الإطار"، بين جناح الشيخ شريف، وجناح الشيخ حسن أويس.

يضاف لذلك معاناة الحكومة هي الأخرى من انقسام حاد؛ حيث تتوسط إثيوبيا بين الرئيس عبد الله يوسف أحمد، ورئيس وزرائه نور عدي المتواجدين في أديس أبابا منذ يوم الجمعة الماضي لهذا الغرض.